يحدث أحياناً أن تختبئ خلف ظلك
وتشير بأناملك إلى ذاك الغبار المتكاثف حولك أن يستكين
وتهمس في أذن قلبك كي يتوقف عن الخفقان
قد يحدث أن تحاور أطرافك كي تتوقف عن النقر على طاولتك التي لم تعد تتسع لخربشات أقلامك الطائشة
وبعينين ممزقتين ترسل كتبك إلى رفوف لم تبارحها منذ سنين
وقد يحدث أن تسترق النظر إلى ما أغفلته في عقلك الباطن من ذكريات
ربما محاولة منك في استعادة بعض النبض أو سرقة بعض الألوان من تلك الذكريات
لكنك تفاجئ بأن ذكرياتك كلها سوداء .... فمن سرق ألوانك
وطاولتك تلك التي خططت عليها أوجاعك لحظة انفلاتك من وعيك هرباً إلى اللا وعي هي الآن بلون الثلج....فمن سرق خربشاتك
وذاك الغبار الذي كان يتناثر من ضوضاء أحاسيسك لم يعد له رائحة
وفي لحظة هلع تتلمس صدرك..... تبحث عن خفقان قلبك..... أحد ما قد سرق نبضك!!!!
فتدرك بأنك الآن في لحظة الحقيقة الوحيدة.... لحظة انخلاعك من كل أشيائك ..... من نفسك..... من قلبك.... حتى من ظلك